You are currently viewing ابن تيمية كبير الأئمة وأهم مؤلفاته

ابن تيمية كبير الأئمة وأهم مؤلفاته

ابن تيمية هو تقى الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني، هو عالم وفقيه ومحدث ومفسر وعالم إسلامي مجتهد، فهو من علماء أهل السنة والجماعة، ويعد حنبلي المذهب وأخذ الفقه وأصوله من أبيه وجده، سوف نتحدث بالتفصيل عن حياته وعن آراؤه وكل ما يخصه بالتفصيل.

سيرة ابن تيمية

لقد ولد بن تيمية في عام 661 هجرية موافق 1263 ميلاديا، ومولده في مدينة حران، ووالده الفقيه الحنبلي عبد الرحيم ابن تيمية، وعند بلوغه عمر 7 سنوات هاجرت أسرته إلى مدينة دمشق بسبب التتار وكان ذلك في عام 667 هجرية.

ومنذ وصولهم إلى هناك بدأ والده في التدريس في المسجد الأموي وأيضا في دار الحديث السكرية، كانت نشأة ابن تيمية في دمشق فاتجه لتلقي العلم في كافة المجالات على سبيل المثال: التفسير والحديث والفقه والعربية.

كما اتجه إلى التدريس والتأليف وكان عمره حوالي 17 عام، لكن بعد وفاة والده عام 682 هجرية أخذ مكانه في التدريس بدار الحديث السكرية، كما كان يدرس تفسير القرآن الكريم في المسجد الأموي وفي المدرسة الحنبلية في دمشق.

حياته

بدأ ابن تيمية في التدريس كمعلم منذ كان عمره 17 عام، كما بدأ في هذا العمر بالتأليف وسمح العامل كمال الدين أحمد بن نعمة المقدسي لابن تيمية بالإفتاء، وقيل أنه كان يفتخر بذلك قائلا أنا أذنت لابن تيمية بالإفتاء، توفي والد ابن تيمية في عام 682 هجرية.

وتفرغ بن تيمية بعد ذلك للتدريس في دار الحديث السكرية، وتزوج ورزق بولد سماه أحمد بن تيمية في عام 682 هجرية، بينما في يوم 10 من شهر صفر جلس ابن تيمية في المسجد الأموي ليدرس التفسير بعد صلاة الجمعة.

وكان له طريقة مختلفة في إلقاء الدروس فكان يصلي ركعتين ثم يجلس ويحمد الله سبحانه وتعالى ويصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يغمض عينيه عند البدء في الدرس، كان يذكر طريقة المفسرين وايضا يذكر بعض الأحاديث المناسبة مع الدرس.

ابن تيمية والجهاد في الإسلام

الشيخ ابن تيمية جمع بين القلم والعلم مع السيف والجهاد في سبيل الله، فهناك بعض المواقف التي توضح جهاده في سبيل الله وهو كالآتي:

ففي فترة هجوم التتار على الدول الإسلامية وعلى الشام في عام 702 هجرية، فقد قاموا بنشر الفزع والخوف في قلوب المسلمين، لكن الشيخ ابن تيمية دعا المسلمين إلى الجهاد وساعدهم على تثبيت قلوبهم كما أعطاهم القوة للتغلب على عدوهم، وكان دائما يحلف لهم بالله ويقول( إنكم لمنصورون)، وبذلك قد اطمأنت القلوب.

شيوخه

لقد تتلمذ على يد كبار العلماء ومن بينهم الآتي:

  • ابن أبي اليسر.
  • الكمال بن عبد.
  • شمس الدين ابن أبي عمر الحنبلي.
  • شمس الدين بن عطاء الحنفي.
  • ابن عبد الدائم المقدسي.

تلاميذه

لقد تعلم عدد كبير من الشباب على يد ابن تيمية من بينهم:

  • ابن قيم الجوزية.
  • الحافظ اسماعيل بن كثير.
  • ابن قدامة المقدسي.
  • الحافظ الذهبي.

أقوال العلماء عنه

  • لقد قال ابن دقيق العيد عنه: عندما اجتمعت بابن تيمية، رأيت أمام عيني رجلا العلوم كلها بين عينيه وهو يأخذ منها ما يريد ويترك منها ما يريد.
  •  كما قال ابن سيد الناس عنه: فهو الذي حداني وهو يقصد جمال الدين المزي، وذلك على رؤية شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، فألفيته ممن أدرك من العلوم حظا، وأظن أنه أستوعب السنن والآثار حظا، وعندما يتحدث عن التفسير فهو حامل رايته وفي الفقه فهو مدرك غايته، وفي الحديث فهو صاحب علم فلم أر أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من درايته.
  • كما قال ابن الوردي عنه: لقد تركت التعصب والحمية وقمت بحضور مجالس ابن تيمية فهو كان بيت القصيدة، وأول الخريدة علماء زمانه فلك هو قطبه، وجسم هو قلبه ويزيد على ذلك زيادة الشمس على البدر والبحر على القطر.
  • وقد قال بدر الدين العيني: أن من قال عنه أنه كافر فهو كافر حقيق ومن نسبه إلى الزندقة فهو زنديق.
  •  قد قال جمال الدين المزي عنه: ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه، فلم أر أعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه.

ابن حجر الهيتمي يذم في ابن تيمية

قد قال الشيخ ابن حجر في كتابه الفتاوى ناقش خلاف بينهم وبين ابن تيمية وإجماع المسلمين على ما نصه( إن العالم قديم بالنوع فلم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات، وليس فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك، وقوله بالجسمية والجهة والانتقال، وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر، تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر أيضا المباح الصريح.

غزارة علم ابن تيمية

يمتلك ابن تيمية الكثير من العلم في كافة العلوم الخاصة بالقرآن الكريم واستنباطه، كما أنه كان يستشهد بدلائله وكان ينقل أقوال العلماء في تفسيره، فقد وضع الله تعالى به حكمة ووضع فيه عجائب قدرته وغرائب نوادره، فقد كان فصيح وكان ذلك ظاهر في ملامحه.

إذا قرأ آيات القرآن الكريم في مجالسه وقام بتفسيرها انبهر كل ما هو موجود، كان مجلسه مقدر دائما بقدر ربع النهار، مهما تحدثنا لا يمكننا أن نذكر مدى علم ابن تيمية ومدى تأثيره في الإسلام والمسلمين.

مؤلفات ابن تيمية

من أهم مؤلفات ابن تيمية ومن أبرزها هي:

  • كتاب الاستقامة، كتاب مطبوع جزأين وقد قام بتحقيقه الدكتور محمد رشاد
  • كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم مطبوع في جزأين، وقد قام بتحقيقه الدكتور ناصر العقل.
  • كتاب بيان تلبيس الجهمية تم تحقيقه في ثمانية رسائل دكتوراه.
  • كتاب النبوات.
  • كتاب منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية.
  • كتاب الجواب الصحيح لمن بدل بدل دين المسيح.
  • كتاب درء تعارض العقل والنقل.
  • كتاب الصفدية.

إنجازاته في خدمة الإسلام

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه كان من كبار العلماء في عصره وحتى وقتنا هذا، وتوالت العصور وظل علامة في الدين الإسلامي، فقد بلغ من العلم والتقوى والصلاح لم يصل إليها الكثير من الأشخاص.

فقد بلغ شهرته وصيته في عصره وذلك قبل انتشار المراسلات، وهذا يدل على مدى قوته وقوله للحق ومدى حجته والاستدلال، قام ابن تيمية بالعديد من المواقف التي كانت توضح مدى وجوده في ذلك الوقت هام في تاريخ الإسلام وبقائه حتى الآن، فمهما تحدثنا عن إنجازاته لا يمكننا أن نحصرها.

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

آراءه الفقهية

رأيه في زيارة القبور وشد الرحال لها

كان ينهى ابن تيمية نهائيا أن يتم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة سواء إن كانت المساجد أو المشاهد أو القبور أو أي مكان أخر بغرض العبادة، فيقول: إما السفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة فغير مشروع اتفاقا، وحرمة للجمهور مع أن المسجد أحب البقاع إلى الله، كما يقول، أن هذا النهي يعم أيضا السفر إلى المساجد والمشاهد والقبور، وكل بقعة يقصد إلى عينه للتقرب، وذلك بدليل أن بصرة بن أبي بصرة الغفاري لما رأى أبا هريرة راجعا من الطور الذي كلم الله عز وجل عليه موسى عليه السلام قال: لو رأيتك قبل أن تأتيه لم تأته.

ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)، فقد فهم أيضا الصحابي الذي روى الحديث: أن الطور وأمثاله من مقامات الأنبياء مندرجة في العموم، لذلك فلا يجوز السفر إليها، وأيضا لا يجوز السفر إلى أي مسجد غير المساجد الثلاثة.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاته

لقد توفي ابن تيمية في 20 ذو القعدة عام 728 هجرية، في قلعة دمشق وكان يبلغ من العمر 67 عام، صارع ابن تيمية المرض لفترة تقارب من 3 أسابيع، وعندما وصل الخبر إلى أهالي دمشق اجتمع كافة الأهالي وحاصروا القلعة، ثم تم فتح باب القلعة لكن لم يدخل إلى من الخاصة.

بعد وفاته كانت صلاة الجنازة في القلعة ثم خرجت الجنازة بعد الصلاة مباشرة، وقد امتلأت الطرق بالناس ما بين المسجد والقلعة، كما صلى عليه عقب صلاة الظهر في الجامع الأموي وصلى عليه الشيخ علاء الدين الخراط.

وبسبب كثرة الناس وضعت الجنازة في الطريق بسوق الخيل وتم الصلاة عليه مرة أخرى، وقد صلى عليه هذه المرة أخوه زين الدين عبد الرحمن، ثم حمل إلى مقبرة الصوفية ودفن بجوار أخيه شرف الدين عبد الله، وكان وقت دفنه قبل العصر بقليل بسبب كثرة عدد الناس والازدحام.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

الدرة المضية للإمام السبكي

ذخائر القصر (ص/69)

الفتاوى الحديثية (ص/116)

حاشية الإيضاح (ص/443)

نجم المهتدي ورجم المعتدي (ص/630-631)

فتاوى السبكي (2/210)

اترك تعليقاً